اعتداء همجي على طالبين بالراشيدية

الخنزيرُ يرى الخنزيرَ في كل شيء“ نيتشه

كان الطالب أنور أعمري (مناضل في الحركة الثقافية الأمازيغية) يقرأ كتاباً في ساحة كلية العلوم بالراشيدية، وعلى تمام الساعة الثامنة وخمسين دقيقةً أحسَّ بخمسة أشخاصٍ ملثَّمين ومسلحين حولَه، وبدأوا يكيلون عليه بالضربِ بأسلحتهم، وكان اثنان منهما يحملان سيفين، والثلاثةُ الآخرين يحملون آلةً حادَّةً تسمى محليّاً "المْزْبْرْتْ" (آلةٌ تستعمل في قطع جريد النخل). وكان هناك شخصان آخران ملثَّمان يحرصان المكان. فيكون عدد المُعْتَدين خمسةُ مجرمين، وكلهم يُحسَبون على تيار النهج الديمقراطي القاعدي/البرنامج المرحلي المعروف بعدائه وبُغضِه للحركة الثقافية الأمازيغية.

وحصيلةُ الاعتداء على المناضل أنور أعمري:

يدُّ ممزَّقةٌ في مستوى الساعِدِ، مع خنصر مُقطَّعةٍ. وتتطلبُ عمليةُ معالجتِها ما بين 8000 و10000 درهم حسبما أخبرني به أصدقاؤه من المستشفى.
رِجلٌ أكثر تمزيقاً، وكُسورٌ لم يُحَدَّد حجمُها إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
أكثر من 200 "غرزةٍ"، أغلبُها في الرِّجل.








وقد أفادني بعضُ الطلبةِ المتابعين للحدثِ أنَّ المُعتَدين عناصر خارجيةٌ عن الجامعةِ. مما يطرح إشكاليَّةَ دور المخزن وعلاقته بالموضوع!! حسب نفس المصادر.

كما أنَّ المعتدين أنفسَهم حاولوا الاعتداء على الطالبِ عزيز صبير، لكنهم لم يتمكنوا منه إلا بضربةٍ في رأسِه (الصورة).

وقد حملني هذا إلى طرح هذا السؤال على مناضلين من الحركة الثقافية الأمازيغية: لماذا الاعتداء على طالبين من الحركة الثقافية الأمازيغية، وعلى هذين بالضبط؟ ولماذا هذا الوقت بالذات؟ وما خلفية كلِّ ذلك؟

فأجابني أن "ما يقوم به هؤلاء المحسوبون على المخزن المغربي/العروبي هو نتيجة حقدهم لكل ما هو أمازيغي من جهة، وردُّ فعلٍ لما يشاهدونه على مضضٍ من مشاركة فعالةٍ للحركة الثقافية الأمازيغية في النضالات التي يقودُها شباب 20 فبراير، إذ انخرطت الحركة الثقافية الأمازيغية بشكل فعال ولافتٍ للنظر في تظاهرةِ 24 أبريل، وكذا مسيرات فاتح ماي. فكان لا بُدَّ من وضع حدٍّ لهذا الصوتِ الأمازيغي الذي يزدادُ ارتفاعاً يوماً بعد يومٍ. ولنرَى إن كان المخزن العروبي سيتحرَّكُ ساكناً للبحث في ملف الاعتداء هذا، أم أنَّ الضحيَّةَ سيصيرُ متَّهماً، والجلادَ سيصيرُ ضحيَّةً كما هو دأبُ المخزن وقضائِه... ولنا عبرةٌ في أحكام 25 نونبر؟!".