جمعية المغرب الأقصى للتنمية و التعاون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

30 مليون مغربي تطالب بالمحاسبة فمن سيُحاسَـب إذن.!؟

اذهب الى الأسفل

30 مليون مغربي تطالب بالمحاسبة فمن سيُحاسَـب إذن.!؟ Empty 30 مليون مغربي تطالب بالمحاسبة فمن سيُحاسَـب إذن.!؟

مُساهمة  علي الواضحي 1 الأحد مايو 08, 2011 1:47 pm

كثر اللغو واللغط هذه الأيام في كل الأماكن الخاصة منها والعامة، عن المحاسبة والمتابعة.. لكن يبق السؤال المطوح هو من سيحاسَب أو من يحاسِب من إن المغرب بأكمله يطالب بالمحاسبة.!؟ ولتوضيح أكثر سأدرج هذا المثل فهو أفضل تعبير عما يراد القصد بالسؤال المطروح الذي يحتاج إلى الإجابة الشافيـة.

ذات يوم جاءت امرأة عند سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام تقول على أنها قد وقعت في الزنى، فالتفت إليها الحاضرون وأخذوا ينظرون إليها ببغض واشمئزاز، فلما شعر سيدنا عيسى بنظرتهم العلوية قال لهم منتقداً "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" أي فليرجمها الأول، ولم يفعل ذلك أحد منهم لأنه بالطبع لا أحد خال من الذنـوب.

جميل كلمة المطالبة بمحاسبة الفاسدين والأجمل من ذلك أن نرى الكل يطالب ويتغنى بهذه الكلمة الرائعة - في الشوارع والمقاهي، وفي المرافق المخزنية والحزبية، في المؤسسات والمحاكم، وفي البرامج والندوات، وفي القنوات ومنابر الإذاعات، في الجرائد والصحف، وفي المستشفيات والعيادات، وحتى في الملاهي والحانات... بمعنى 30 مليون مغربي كلها تندد وتطالب بالمحاسبة. ترى من هو الفاسد الذي سيحاسَب إذن إن كان الشعب المغربي بكل مكوناته يطالب بالمحاسبـة.!؟

هل هذا يعني أننا نضحك على أنفسنا أم على بعضنا.؟ لماذا كل واحد منا يخلي نفسه من المسؤولية ويعتقد أن لا أحد أقرب منه إلى الله بينما قد يكون العكس هو الصحيح.؟ لذلك من الخطأ أن ننظر إلى غيرنا ونستثني أنفسنا من المحاسبة ثم نلق بكامل اللوم على كل من يجلس خلف مكتب المسؤولية؛ بدءا من مقدم الحومة إلى أعلى سلطة. دون أن نفكر ولو لحظة بأن من نشير إليهم هم من إنتاجنا ومن بينهم ابنك وأخوك وأبوك وابن عمك وابن خالك وابنة خالتك فكلهم مغاربة ومن نسلنا وليسوا مستوردين من الخارج، فهم بذرات استخرجنها من صلبنا وأخفقنا في تربيتها الصحيحة ويجب أن نلوم أنفسنا قبل أن نلومهم لأنه من الغباء أن نتوقع أن تكون ذريتنا صالحة ونحن فاسدون لأن المثل يقول من شبه أباه فما ظلـم، ثم نتجاهل بأن الإصلاح يأتي من داخل البيت وليس من خارجـه.

لذلك فمن الخطأ أن تستبعد نفسك من المحاسبة لكونك لست في موقع المسؤولية مع أنك مسؤول أنت الآخر وبشكل آخر لكنك تتجاهل الأمر.. وبصيغة أوضح أنك قد تكون صاحب مصنع ما وتتملص من أداء الواجب الضريبي ويجب أن تحاسب أنت الآخر. أو قد تكون تاجراً تحتكر السلع بهدف الزيادة في سعرها ويجب أن تحاسب أنت الآخر. أو أنك صانع أو حرفي وتغش في حرفتك وصنعتك من أجل الربح السريع ويجب أن تحاسب أنت الآخر. أو قد تكون مدرساً تتهاون في واجبك لكي تبتز تلاميذك من خلال دروس التقوية ويجب أن تحاسب أنت الآخر. أو قد تكون رجل فقه ودين توجه الشباب نحو التطرف والإرهاب، ويجب أن تعدم لا أن تحاسب. أو أنك ممثلاً أو مغنياً ساقطاً تلوث مسامع وأبصار الآخرين بأعمال غير لائقة ويجب أن تحاسب. أو أنك مؤلفاً أو كاتباً تحرض غيرك على العنصرية والعنف ويجب أن تحاسب. أو أنك طالب غششت في الامتحان للحصول على شهادة أو دبلوم لا تستحقه ويجب أن تحاسب. أو أنك من عامة الناس أعطيت صوتك لمن لا يستحقه في الانتخابات مقابل 200 درهم ويجب أن تحاسـب.

لذلك فمن يريد أن يحاسِب غيره فليبدأ بمحاسبة نفسه ومن يريد الإصلاح فليبدأ من بيته لكي نتمكن من الوصول إلى المبتغى المطلوب وإلا فما فائدة من وراء لغط قد لا يأتي بالنتيجة المرجوة طالما أن كل واحد منا يحاول أن يخلي نفسه من المسؤولية ليقي بها على غيـره.

علي الواضحي 1
علي الواضحي 1

عدد المساهمات : 553
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 31
الموقع : www.amadc.fr.gd

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى