عادل القرمودي: هدرة وحدة كاينة هي عاش الملك

ليث هذه الكلمات تشفع لك من جبروت المتجبرين ممن أحاطوا بعاهل البلاد و هو يظن أنهم يحسون صنعا و ماهم إلا نافخي الكير إكتوى الشعب سنين طويلة بسوء ممارستهم للسلطة، وجعلهم المساحة بين الملك و شعبه الوفي شاسعة أقرب ما تكون لما بين مغرب الارض و مشرقها، و هنا لابد أن أحيط الملك علما قبل فوات الاوان بخطاب زين العابدين قبل هروبه حيث قال ـ كانو يكذبون علي ـ، يقصد الحاشية و التي سببت في هذه الفترة الحساسة من تاريخ المغرب سخطا شعبيا قل نظيره في كل أزمنة السلاطين الذين حكموا المملكة منذ قرون عدة.

أنت أيها الملك المحترم قلب النظام المغربي و حاشيتك أطرافه، وقد فسدت هذه الأطراف و مرضت فلماذا التريث و الإنتظار، الإصلاحات الدستورية و إن كانت ستجدي نفعا مع المستقبل البعيد فهي لا تجديه مع الماضي القريب، بقدر ما تجديه إلتفاتة كريمة من جلالتكم للإفراج عن عادل القرمودي و الذي كان ذنبه أن طالب بحقة و حق زملائه، في زمن كثرة فيه الوحوش السلطوية، و الثعاليب الماكرة و الأيادي الغادرة.

و هنا لابد أن أحيط علما، متتبعي القضية الى أن القرمودي و بحسب مصادر مطلعة تم إلافراج عنه، لكنه لايزال تحت الحراسة النظرية و التحقيقات معه تجري على قدم وساق، لمعرفة الدوافع الحقيقة وراء فتحه صفحة على الفيس بوك لنصرة زملائه و الدفاع عن حقوقهم المشروعة، أما السر وراء المعاملة القاسية التي تلقها من الدرك الملكي فهو تمجيده وثناءه على العنيكري وهو العدو اللدود لكل من الجنرال حسني بن سليمان و جنيرال دو بريكاد حدو حجار غير المرغوب به من طرف جميع أفراد القوات المساعدة و لذلك أسباب منطقية فقد كان السبب في طرد العديد من زملائهم دون سبب مقنع كما ردد على أسماعهم غير مرة جمل تعكس مستواه المنحط في مجال حقوق الفرد كان عسكريا أو مدنيا فخاطبهم قائلا ـ أنتم يجب أن لا تأكلوا البنان ـ أنتم لا تستحقون الزيادة ـ و غيرها من الكلمات العنصرية و النابية، و لذكرنا الزيادة في الراتب فقد تقرر وحسب مصادر مطلعة الرفع من راتب رجل القوات المساعدة من 2200 الى ما يقارب 3900 درهم بحلول شهر يوليوز، وهي الزيادة التي فقدت نكتها لدى رجال القوات المساعدة ليس لشحها لكن لأنها ربما إمتزجت بدموع و دماء القرمودي الذي يقف له وقفة إجلال كل رجال القوات المساعدة و ذويهم، أما التساؤل المشروع فهو أين الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من كل ما يجري، وكيف لم تلقى تسجيلات بوشتى الشارف و لا أخبار عادل القرمودي أذان صاغية لدى الجمعية المذكورة، وهي اللحظة المناسبة لتبرهن هذه الجمعية على علو كعبها و حسن نيتها، و الحديث عن كون الملفات الامنية و العسكرية و الإستخباراتية خارج إختصاص الجمعية كلام واه ولا منطقي، فالقانون المغربي و الدستور تم الطعن فيه منذ نوقشت الملكية ومنذ إعتقل الدرك رجل من رجال القوات المساعدة و هذا ممنوع قانونيا.

مشكلة القرمودي أنه في المغرب لم يعد يكفي الإعتراف بشرعية الملك محمد السادس وحده، فهناك إثنين آخرين نصبا نفسيهما ملوكا على المغرب لم تتطرق لهما حتى حركة 20 فبراير أقصد بن سليمان و حجار، أما العنيكري فرغم تفرده بمناصب مهمة في الدولة لا تزال الدعوات تتوالى من رجال القوات المساعدة نفسهم لتشمل سلطاته جنوب و شمال المملكة، و هو الآن ينال الثناء لدى جميع منتسبي هذا الجهاز، فلولاه لذاق فارس القوات المساعدة من نفس الكأس التي شرب منها بوشتى الشارف و غيره كثيرين.

يا جلالة الملك إذا كان عادل القرمودي يبحث عن مكمن الخلل و يضع إصبعه على الجرح في الجهاز الامني و العسكري و حتى السياسي في الدولة، فالهدف من كل هذا هو الدفع الى إصلاح و ترقيع هذا الجهاز ومعه النظام ليزداد صلابة و قوة، و المدعو عادل لم يختر الفيس بوك ليبلغ الرسالة إلا حينما تقاعس البعض في إيصالها وسدت في وجهه جميع الابواب وضرب على جلالتكم طوق أمني يستحيل معه بلوغ المقصود الذي ليس إنقلابا و لا أي شيء من هذا القبيل ولكنه المطالبة بإعادة الهيبة الى هذا الجهاز ومكانته ذاخل المجتمع لا أقل ولا أكثر.

وليعلم كل من يتمنون عودة زمن الإنحطاط و الإستعباد الى المغرب، أن التاريخ و العصر قد تجاوزهم و أصبحوا وصمة عار على كل مغربي يوليهم أموره و ينصبهم حكاما عليه، و قد توجب الآن أن يتعض كبار جنرالات الدولة و الفاسيين الفاسدين الذين نهبوا مقدرات ضعاف الشعب المغربي من مصير مبارك ومعه عابدين و القائمة مرشحة للإزدياد.

و أتمنى في الأخير أن لا تتعب الدي إس تي أو لادجيد في البحث عني فلا علاقة لي بالجهاز المخزني، ولست الى جزيئة واحدة من هذا الكون الفسيح و إن عممت مذكرة بحث بإسمي فسآتيها هرولة، فالله وحده يخاف وما دونه عبيد طال بهم الامد أو قصر نتشارك الموت و الحساب و دار البقاء.

ملاحظات:

النص تضامن مبدئي مع سيد القضية عادل القرمودي

النص دعوة للملك للتذخل السريع لإنصاف الضحية

النص ليس تمجيدا للعنيكري ولكن ثناء على دوره في القضية