احتجاجات وشكايات بفاس ضد أستاذ جامعي متهم بالتحرش الجنسي

شهادات صادمة لطالبات تعرضن للتحرش الجنسي

يسود جو من التوثر والترقب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بعد اتهام طالبات لأستاذ جامعي يدرس بكل من كلية الطب وكلية العلوم بفاس، بالتحرش الجنسي بهن، ونظم الطلبة وقفة احتجاجية صبيحة أول أمس، للمطالبة برحيل الأستاذ "إ.ص" ومحاسبته، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بعدم المس بكرامة الطالبات. ويقاطع الطلبة حصص الأستاذ بكلية العلوم منذ أكثر من أسبوعين، بينما تتحدث الطالبات عن ممارسات شاذة للأستاذ، ظلت طي الكتمان، إلى أن تجرأت طالبة وقدمت شهادتها أمام الطلبة، وواجهت الأستاذ في المدرج بما تعرضت له من طرفه، وهو ما نفاه في الحين، بينما قدمت عدة طالبات، شهادتهن أمام رئيسة الشعبة، وبحضور أساتذة آخرون ومسؤولون بإدارة الكلية. وتعذر الاتصال صبيحة أمس بالأستاذ "إ.ص"، حيث ظل هاتفه يرن دون رد أكثر من مرة.

إحدى الطالبات، رفضت الكشف عن اسمها، أكدت تعرضها للتحرش الجنسي من طرف الأستاذ، حيث تقول أن الأستاذ بدأ في إحدى الحصص يتلمس مناطق حساسة من جسدها، وهي تصده، كما تقول وهي تبكي، قبل أن يطلب منها أن تمر عنده إلى مكتبه الخاص، فكانت آخر حصة تدخل لها الطالبة. وأكدت طالبة أخرى في تصريح صحفي، أن صديقتها المتزوجة أصيب بانهيار نفسي بعدما تعرضت لتحرش جنسي مماثل، وأضافت الطالبة، "في إحدى حصص الأعمال التوجيهية، كانت صديقتي تجلس أمامي، فطلب منها الأستاذ أن تغير مكانها وتجلس في مقعد منفرد في الخلف، ثم وضع يده على جسدها، قبل أن يطلب منها أن تمر عنده لمكتبه الخاص، إذا لم تستوعب الدرس"، وغادرت الطالبة المتزوجة الكلية بصفة نهائية، وهو ما أكده مسؤول إداري بالكلية ، حيث أخبرته بالأمر وانصرفت دون عودة. وعقد طلبة الفصل الذي يدرسه الأستاذ تجمعا أول أمس، بعد مقاطعتهم لحصته الدراسية، حيث وبعد نقاش مستفيض، قرروا إثر تصويت سري، التشبث برحيل الأستاذ، ومطالبة عمادة الكلية بتوفير أستاذ بديل.

وعلم من مصادر مطلعة، أن إدارة الكلية قلقة مما آلت إليه الأوضاع، إلا أنها تنتظر استكمال المسطرة الإدارية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، في الوقت الذي قدمت فيه عدد من الطالبات شكاية مكتوبة لعميد الكلية، أول أمس، موقعة بأسمائهن، بعدما التزم العميد بعدم الكشف عنها، وذلك بطلب منهن، ويرتقب أن يعقد مجلس الكلية اليوم، لقاء لمناقشة الموضوع. وأفادت الشكاية المذكورة، بأن الأستاذ المتهم، "يأمر قبل بدأ أي حصة للأعمال التوجيهية بتهيئة ظروف الاشتغال، من بينها جعل الطالبات في آخر القاعة، والطلبة في الصفوف الأمامية"، كما يقوم حسب ما ورد في الشكاية، بـ"الفصل بين الطاولات، لتوفير إمكانية التجوال بين الصفوف، والوصول إلى الطالبات المستهدفات بسهولة"، وتحدثت الشكاية عن وضع الأستاذ يده بمناطق حساسة لدى الطالبات، ودعوتهن لزيارته بمكتبه، كما تحدثت الشكاية إلى لجوء الأستاذ إلى أسلوب الإغراء، إذ "وبعد أسبوع من مقاطعة حصصه، قام بإغراء الطلبة، من خلال الحديث عن امتحان سهل سيضعه في نهاية السنة"، بل الأكثر من هذا تقول الرسالة، "قدم الأستاذ للطلبة سؤالين سيضعهم في الامتحان المرتقب نهاية الفصل".

واستنكرت منظمة التجديد الطلابي، في بيان لها، ما وصفته بـ"السلوك المنافي لأخلاق الجامعة"، وطالبت "التجديد الطلابي" برحيل الأستاذ عن الجامعة "فورا"، كما أعرب البيان عن التضامن مع الطالبات المتضررات، واعتبر أن "حماية الجامعة من نماذج الفساد والإفساد، وتوفير جو العلم والمعرفة، يتطلب من جميع الفاعلين في حقل التعليم الوقوف جنبا إلى جنب في معركة، واحدة شعارها لا للفساد والإفساد، نعم لاحترام قيم العلم والمعرفة"، يقول البيان، بينما أقدمت التجديد الطلابي على مراسلة عميد الكلية، ورئيسة الشعبة، والنقابة الوطنية للتعليم العالي.

وفي سياق متصل، دشن عدد من طلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله، حملة بالفايسبوك للتضامن مع الطالبات المتضررات من التحرش الجنسي، حيث أنشئوا صفحة بالفايسبوك تحمل اسم، "صرخة الطالبات: ما تقيش كرامتي"، ويرتقب أن تدشن الصفحة حملة لجمع التوقيعات المطالبة برحيل الأستاذ ومحاسبته، ورد الإعتبار للطالبات اللواتي انتهكت كرامتهن